رغم صراع الأجنحه.. غزواني يريد الحوار

الأكيد أن التعديل الوزاري المرتقب هو ما سيحدد مدى قوة أعمدة نظام الرئيس غزواني #رباعي_الخبرة، و حكومة حماس الشباب التي يديرها الوزير الأول؛ لكن المؤكد أن الرئيس غزواني ليس في عجلة من أمره ولربما تكون فكرة التعديل مستبعدة على الأقل قبل مرور سنة على حكومة ولد أچاي؛

في موازين الإنجاز و الحضور المحلي والدولي بين الجناحين، تسيّد وزراء السيادة المشهد، انطلاقا من فرض قانون الأحزاب السياسية و التسوية الحازمة لأزمة "المهاجرين" والتعاون الأمني الاستراتيجي مع الجزائر مرورا بحسم ملف محاكمة العشرية وصولا إلى انتخاب ولد التاه رئيسا للبنك الإفريقي للتنمية وهي مكانة مهمة عكست التغيير الجذري الذي عرفته الدبلوماسية الموريتانية مؤخرا..

في الجانب الآخر خلق الوزير الأول ديناميكية حكومية داخل القطاعات الخدمية وأنجز عددا من المشاريع كان بعضها متعطلا وفي وقت قياسي، واستطاع إقناع رئيس الجمهورية بإطلاق برامج استعجالية ذاك تمويلات ضخمة شملك جميع ولايات الوطن، لكنها بالمقابل طرحت العديد من الاستفهامات حول الجدوائية والجدول الزمني خصوصا الانتقادات الموجهة لمشروع عصرنة انواكشوط في وقت تشهد فيه المدينة انقطاعات يومية لخدمات الماء والكهرباء..

و يبدو أن الرئيس غزواني يعمل شخصيا على برنامجه الإجتماعي دون أن يعطي لأي من أعوانه التفويض فيه، وأراد أن يشرف شخصيا على تدخلات #تآزر والمعونات الإجتماعية بما فيها تسوية أوضاع بعض العمال ممن طالهم التهميش لعقود على غرار الحمّالة وعقدويي شركة الكهرباء والمتعاونين في مؤسسات الإعلام العمومي؛

أبتعد #غزواني ولو قليلا عن الساسة والتعاطي مع الشخصيات ذات الوزن الإجتماعي والسياسي مع بداية مأموريته الثانية ويتضح ذلك في بعض التعيينات التي ركزت كثيرا على أصحاب الكفاءات، وهو أسلوب يعكسُ فهم الرجل للمرحلة ومحاولة خلق إنجازات مهمة قبل مغادرة السلطة رغمَ التحديات التي واجهته خلال جائحة كورونا واضطراب منطقة الساحل وملف الرئيس السابق واتفاقيات الهجرة غير النظامية.

وبمعادلة استمرار وتيرة العمل والتزام الصمت أمام مواصلة شد الحبل والضرب من تحت الحزام، إلا إمكانية إطلاق حوار سياسي استكمل ترتيب أوراقه باتَ أولوية بالنسبة لولد الغزواني ومن المحتمل أن يأخذ حيزا كبيرا من أهتمامه وليس من الحكمة أن يسبقه تعديل حكومي يعيد التوتر من جديد ويؤكد للطبقة السياسية عدم جدية النظام في حوار شامل يناقش جميع القضايا الوطنية بدون قيود.

سيدي محمد صمب باي